إذا كان حجم القط يناسب الصندوق، فإنه سيجلس فيه، بهذه السهولة!

القطط تعرف كيفية تحديد حجم المشكلة. خلال سنوات دراستي وعملي الطويلة، سمعت الشعار ذاته مرارًا وتكرارًا: “فكري خارج الصندوق!”. احتجت عدة سنوات تصحبها مشكلات معقدة عديدة بالإضافة إلى قط واحد، لكي أدرك أنها نصيحة غير مجدية بنظري.

التفكير خارج الصندوق لم يساعدني في حل المشكلة بشكل فعّال. فأنا أرى أنه عليك أن تفهم الصندوق: ما هو حجمه؟ هل هو مصنوع من الورق المقوى؟ بلاستيك؟ زجاج؟ هل يحتوي على حبات مصنوعة من الفلين أو تلك فقعات بلاستيكية التي لن نتمكن من مقاومة اللعب بها؟

التفكير التصميمي يتطلب فهم القيود والحدود.

التفكير داخل الصندوق لا يعني بأنه عليك تبقى داخله. القطط معروفه أنها تتحدى قوانين الفيزياء، خصوصاً عندما يتعلق الموضوع بالصناديق! فهم يعتقدون ان جسدهم سائل وانهم سيتمكنون من الجلوس في الصندوق مهما كان صغيراً. مفتاح نجاحهم هو المرونة وتحديد الأولويات.

عندما تواجههم مشكلة غامضة أو معقدة مثل صندوق صغير الحجم، فإن القط سيعطي الأولوية لبعض من أجزائه لكي يتمكن من الجلوس في الصندوق، والبقية سيجعلها تساعده في التوازن داخله، حتى يصل إلى مرحلة يستطيع فيها أن يأخذ قيلولة داخله وهو مطمئن!  هنا يندمج القط والصندوق ويصبحان كياناً واحداً.

الدرس الذي تعلمته بإختصار هو: عليك بالتفكير داخل المشكلة وخارجها، عندها ستعرف كيف تتكيف فيها لكي تحقق هدفك.

القطط تفشل في كل وقت. إنهم يعانقون الفشل بمستوى مثير للإعجاب من الحماس والغرابة، فعندما أرى قطي “أوليفر” يسقط أو يفشل في مهمة ما، استنكر فعله مع بعض التفكير بغباء فعله!

لكن عندما تراقبهم بشكل أدق ستتمكن من معرفة استراتيجيتهم المذهلة، وهي: النموذج الأولي ( Prototype ) والتكرار (Iteration). فالقطط لا تخاف من أن يسخر منها مالكها أو أي احد! فهي لا يصيبها الإحباط عندما تكون في موقف خطر او عندما تقوم بتجربة بيئتها المحيطة.

وأنا أفترض أن هدفهم من كل ذلك الفشل هو: إيجاد أفضل وضعية نوم أو ايجاد حل للاحتباس الحراري! (أعتقد مع انعدام خوفهم سيستطيعون ذلك)، واذا قمت ببحث سريع في اليوتيوب ستجد أكثر من *٤٠٠ ألف ساعة عن قطط مضحكة او تتصرف بطريقة غريبه، فهم ناجحون في الفشل لدرجة أنهم في خطرٍ من الفشل نفسه.

*ليست احصائية دقيقة.

هل حاولت أن تجعل قطك يقوم بالقدوم إليك والجلوس بجانبك؟ ثم بدأ بالنظر إليك وربما حتى أدار وجهه عنك! حسناً هذا يحدث لي كثيراً :(. فهو عادةً سيجلس في مكانه المفضل وسينظر لي بنظرات ثابقة تدرس حالتي وما أريده منه. بعدها أيقنت أن القطط لا تحب العمل الجاد. فهم بطبيعتهم لا يكدحون من أجل الكد نفسه. لانهم يقومون بتقييم التكلفة والفوائد والتأثير الذي سيقومون به.

لكن دعونا لا نلقي اللوم عليهم؛ لأن هذا من فطرتهم وقد ورثوه من أجدادهم، حيث تشير الدلائل إلى أن القطط الأليفه ترى نتائج أفعالها وتأثيرها على مربيها، فعندما تقدم لك حضناً مفاجئ أو عندما تلتصق بك فهي بذلك تضمن مصدر غذائها الثابت.

الخلاصة: عندما تكون متحمساً لتحقيق هدفك لكن مع بعض التكاسل (التمهل)، عندها ستتمكن من إلى إلقاء نظرة فاحصة على مواردك وإجراء المقايضات المناسبه لك.

الخلاصة

هدفي من كتابة هذه المقالة هو مشاركتكم ما تعلمته من القطط بشكل عام في الفترة الأخيرة، أيضاً للتنويه على أهمية مهارة مُلاحظة التفاصيل التي حولك خصوصاً لمصممين تجربة المستخدم والمصممين بشكل عام. لان هذه المهارة تساعد على زيادة دقة ملاحظتك في عملك وتصاميمك، بل وأيضاً في حياتك الشخصية.

أتمنى أن تكونو استمتعتوا بهذه المقالة، شاركوها مع الكل لكي يعلموا مدى أهمية القطط في حياتنا 🙂 !!